كان في يوم من الأيام في أحد شوارع مصر الشعبية عام 1970، جزار يدعى محمد الحواوشي، كان محمد معروفًا بين أهالي الحي بابتكاراته في تحضير اللحوم، وكان دائمًا يبحث عن طرق جديدة لإبهار زبائنه.
في أحد الأيام، خطرت له فكرة مختلفة تمامًا عن المعتاد، ماذا لو قام بوضع اللحم المفروم المتبل داخل رغيف من الخبز وقام بخبزه في الفرن؟ قد يبدو الأمر بسيطًا، لكن النتيجة كانت مذهلة.
خرج من الفرن رغيف مليء بالنكهات، مقرمش من الخارج وطيب من الداخل، وكان هذا اليوم هو ولادة الحواوشي كما نعرفه اليوم.
لم يكن محمد الحواوشي يعلم أن هذه الأكلة ستحمل اسمه، لكنها انتشرت بين الناس وأصبحت واحدة من أشهر الأكلات المصرية الشعبية.
ومع مرور الوقت، بدأ كل مطعم يضع لمساته الخاصة على الحواوشي، مضيفًا مزيجًا سريًا من التوابل لجعله مميزًا، من القاهرة إلى الإسكندرية، تجد الحواوشي في كل مكان، وكل مكان له طريقته الخاصة.
ومع الوقت، ظهر نوع آخر من الحواوشي، وهو الحواوشي الإسكندراني، بدلاً من استخدام الخبز التقليدي، يتم وضع اللحم المفروم بين طبقتين من العجين الأبيض ويخبز حتى يصبح طريًا ولذيذًا.
ومع تطور الأكلة، ظهرت مطاعم عديدة تقدم الحواوشي بطريقتها الخاصة. فمن “حواوشي الربيع” و”حواوشي الرفاعي” إلى “حواوشي الأمير” و”حواوشي شلبي”، كل مكان له طابعه الفريد.
ولكن يبقى السؤال: أي مكان يفضل الناس؟ ربما تعتمد الإجابة على الذوق الشخصي، ولكن لا شك أن الحواوشي دائمًا سيبقى له مكانة خاصة في قلوب المصريين.