البرتقال في مصر: تاريخه وأهميته الاقتصادية والثقافية

0
مواصفات البرتقال للتصدير
مواصفات البرتقال للتصدير

البرتقال يُعد من أقدم الفواكه وأكثرها شهرة حول العالم، وهو جزء لا يتجزأ من الثقافة المصرية.

نشأ البرتقال منذ حوالي 4000 سنة قبل الميلاد في جنوب شرق آسيا، وانتشر منها إلى الهند ثم بقية العالم، وتحتل مصر اليوم مكانة مرموقة كواحدة من أكبر الدول المُصدرة للبرتقال في العالم.

دخول البرتقال إلى مصر

وفقًا للمؤرخين، بدأت زراعة البرتقال في مصر خلال عصر محمد علي باشا، الذي أسهم في نشر زراعته في الوجه البحري والدلتا.

برزت مصر في زراعة أنواع نادرة من البرتقال مثل البرتقال الأحمر أو الدموي، الذي يتميز بلون فصوصه الحمراء، كما زُرعت حدائق القصور الملكية بأشجار البرتقال ذات الرائحة العطرة، مثل قصر إبراهيم باشا وقصر محمد علي.

مكانة البرتقال في الثقافة المصرية
البرتقال في مصر ليس مجرد فاكهة، بل هو جزء من التراث الثقافي. اشتهر المصريون بغناء الأغاني الشعبية التي تمجد البرتقال، مثل أغنية “ياللي زرعتوا البرتقال” للموسيقار محمد عبد الوهاب، وأغنية “تحت الشجرة يا وهيبة ياما كلنا برتقال” لمحمد رشدي، هذه الأغاني تعكس مدى ارتباط المصريين بالبرتقال وحبهم لهذه الفاكهة.

قصة اليوسفي في مصر
اليوسفي، الذي يُعد من الموالح المهمة في مصر، دخل البلاد على يد يوسف أفندي باشا في عهد محمد علي، أحضر يوسف أفندي هذه الثمرة العطرة من فرنسا وزرعها في مصر، ومن هنا سُميت “يوسفي” تيمنًا باسمه.

صادرات مصر من البرتقال

تُعد مصر اليوم من بين أكبر 5 دول مُصدرة للموالح في العالم، وتتنافس مع إسبانيا وجنوب أفريقيا في هذا المجال.

بلغ إنتاج مصر من البرتقال حوالي 843 مليونًا و154 ألف طن، وتُصدر إلى العديد من الدول منها السعودية، هولندا، الصين، الإمارات، المملكة المتحدة، وأوكرانيا.

الاستخدامات القديمة للبرتقال
استخدم المصريون زهر البرتقال في صناعة العطور كمنشط جنسي، كما استُخدم البرتقال في صنع المربى، واستُخدم قشر البرتقال كنكهة للمشروبات والعصائر، ولطرد الحشرات من النباتات.

البرتقال في مصر ليس مجرد فاكهة، بل هو رمز ثقافي واقتصادي يعكس تاريخًا عريقًا ومستقبلًا واعدًا، وتستمر مصر في تحقيق نجاحات كبيرة في تصدير البرتقال، مما يعزز مكانتها كدولة رائدة في هذا المجال على المستوى العالمي.